يتساءل الكثير من المسلمين ما هي يمين الغموس وما حكمها الشرعي في الإسلام، خاصةً وأنها تُعد من الأيمان الخطيرة التي حذّر منها النبي ﷺ لما فيها من ظلمٍ وكذبٍ متعمّد. في هذا المقال نستعرض لكم معنى يمين الغموس، وأمثلتها، وحكمها في الشرع الإسلامي، وآثارها على المسلم في الدنيا والآخرة.
ما المقصود بيمين الغموس؟
يمين الغموس هي الحلف بالله تعالى كذبًا متعمدًا، بقصد خداع الآخرين أو الحصول على حق ليس للإنسان أو نفي حق عن غيره. وسُميت “غموسًا” لأنها “تغمس” صاحبها في الإثم العظيم، وقد تغمسه في نار جهنم والعياذ بالله.
قال النبي ﷺ: “من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة”، فقيل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ قال: “وإن قضيبًا من أراك” (رواه مسلم).
أنواع اليمين في الإسلام
لتوضيح الفرق بين يمين الغموس وغيرها، بيّن العلماء أن الأيمان في الإسلام تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
| نوع اليمين | التعريف | الحكم |
|---|---|---|
| يمين اللغو | هي الحلف الذي يجري على اللسان بلا قصد، مثل قول “والله لتأكل” من غير نية حلف. | لا كفارة فيها. |
| يمين منعقدة | هي الحلف على أمر مستقبلي يقصده الإنسان بجد، كأن يقول “والله لا أسافر غدًا”. | تجب فيها الكفارة إذا خالف الحلف. |
| يمين الغموس | هي الحلف الكاذب على أمر ماضٍ بقصد الخداع أو الظلم. | إثم عظيم ولا كفارة فيها بل توبة نصوح. |
حكم يمين الغموس في الإسلام
أجمع العلماء على أن يمين الغموس من الكبائر، لأنها تتضمن الكذب واستباحة حقوق الناس بالباطل. وهي لا تُكفّر بكفارة اليمين المعتادة، بل تستوجب التوبة الصادقة إلى الله ورد الحقوق إلى أصحابها إن وُجدت.
قال ابن حجر رحمه الله: “سُميت غموسًا لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار”.
أمثلة على يمين الغموس
- أن يحلف شخص كذبًا بأنه لم يأخذ مالاً وهو في الحقيقة قد أخذه.
- أن يشهد زورًا في المحكمة ويحلف بالله على ما يعلم أنه غير صحيح.
- أن يحلف لإنكار دين أو حق واجب عليه للآخرين.
كيفية التوبة من يمين الغموس
لا توجد كفارة مالية ليمين الغموس، وإنما تكون التوبة منها باتباع خطوات محددة أوضحها العلماء:
- الإقلاع عن الذنب فورًا وعدم تكراره.
- الندم الصادق على ما صدر من الكذب والحلف الباطل.
- رد الحقوق إلى أصحابها إذا ترتب على اليمين ظلم أو ضرر.
- الإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة تكفيرًا للذنب.
خاتمة
في الختام، فإن معرفة ما هي يمين الغموس تذكيرٌ بخطورة الحلف الكاذب، ووجوب حفظ اللسان عن الكذب باسم الله تعالى. فالحلف بغير حق ليس مجرد كلمة، بل ذنب عظيم يجرّ صاحبه إلى الإثم، لذا وجب على المسلم أن يحرص على الصدق في كل أقواله وأفعاله، امتثالًا لقوله ﷺ: “عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة”.
