يتساءل الكثير من المهتمين بالشأن الديني: السعودية تتبع أي مذهب؟ خاصة مع المكانة الدينية الكبيرة التي تتمتع بها المملكة كونها موطن الحرمين الشريفين ومهبط الوحي. في هذا التقرير من سعودية صح نوضح المذهب الرسمي الذي تتبعه المملكة، وأسباب تبنّيه، وأبرز تأثيراته على الحياة الدينية والقانونية.
السعودية تتبع أي مذهب؟
تتبع المملكة العربية السعودية المذهب الحنبلي، وهو أحد المذاهب الأربعة في الفقه الإسلامي السني، ويُعد من أكثر المذاهب التزامًا بالنصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية. ويعتبر هذا المذهب الأساس في التشريعات والأنظمة القضائية داخل الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود.
أسباب اعتماد المذهب الحنبلي في السعودية
اختيار المذهب الحنبلي لم يأتِ صدفة، بل يرتبط بتاريخ الدعوة الإصلاحية التي قادها الشيخ محمد بن عبدالوهاب في القرن الثامن عشر، بالتعاون مع الإمام محمد بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الأولى. ويستند هذا المذهب إلى الالتزام الصارم بالنصوص الشرعية وتجنب التأويلات الواسعة.
- التقارب العقائدي: المذهب الحنبلي يتفق مع النهج السلفي في الدعوة إلى التوحيد ونبذ البدع.
- وضوح المنهج: يعتمد على النصوص دون توسع في القياس أو الاجتهاد الشخصي.
- تاريخياً: كان المذهب الأكثر انتشاراً في نجد، وهي المنطقة التي انطلقت منها الدولة السعودية الأولى.
تأثير المذهب الحنبلي على نظام الحكم والقضاء في السعودية
تقوم التشريعات والقوانين في المملكة على أحكام الشريعة الإسلامية وفق المذهب الحنبلي. فالقضاء السعودي يعتمد على كتب الفقه الحنبلي كمراجع أساسية، وتُدرّس في كليات الشريعة، ويستند إليها القضاة في إصدار الأحكام.
| المجال | تأثير المذهب الحنبلي |
|---|---|
| القضاء | الأحكام القضائية تُستمد من كتب فقه المذهب الحنبلي. |
| التعليم الشرعي | يُدرّس المذهب الحنبلي في الجامعات والمعاهد الدينية السعودية. |
| الفتوى | اللجنة الدائمة للإفتاء وهيئة كبار العلماء تستند إلى فقه الحنابلة في إصدار الفتاوى. |
هل يوجد تعدد مذهبي في السعودية؟
رغم أن المذهب الحنبلي هو الرسمي والمعتمد في الدولة، إلا أن السعودية تضم مسلمين من مذاهب أخرى، خصوصاً في المناطق الشرقية والغربية، وتكفل الدولة لهم حرية ممارسة شعائرهم الدينية دون فرض مذهب محدد على الأفراد.
خلاصة القول
إذن، السعودية تتبع المذهب الحنبلي في فقهها ونظامها القضائي، وهو المذهب الذي شكّل مع الدعوة السلفية الأساس الديني للدولة السعودية الحديثة. ويُعد هذا النهج جزءًا من هوية المملكة التي تسعى للموازنة بين الالتزام الديني والانفتاح المتزن في سياساتها الحديثة.
