توقعات سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري.. تقلبات السوق بين العرض والطلب
يشهد سوق العملات حالة من الترقب الكبير في الفترة الأخيرة، خاصة مع تزايد الاهتمام بمتابعة توقعات سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري، نظرًا لأهمية العملتين في التعاملات التجارية، والسفر، والتحويلات المالية بين البلدين. ويعد الريال السعودي من أكثر العملات تداولًا في مصر، خصوصًا مع موسم العمرة والحج، بالإضافة إلى تحويلات العاملين المصريين في المملكة، والتي تشكل مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة داخل السوق المصرية.
سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم
تشير البيانات الحالية إلى أن سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري في البنوك المصرية يتراوح بين 12.95 إلى 13.05 جنيه للشراء، و13.10 إلى 13.20 جنيه للبيع، حسب البنك.
وفي السوق الموازية، قد يشهد السعر فروقات طفيفة تبعًا لحجم الطلب والعرض، خاصة مع محدودية المعروض من العملات الأجنبية في بعض الفترات.
العوامل المؤثرة على سعر الريال مقابل الجنيه
لفهم توقعات سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري خلال الفترة المقبلة، يجب النظر إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية التي تتحكم في حركة سعر الصرف بين البلدين، وأبرزها:
-
حجم تحويلات العاملين المصريين في السعودية:
تشكل التحويلات القادمة من المصريين العاملين في المملكة مصدرًا مهمًا للدولار والريال داخل مصر. وكلما زادت التحويلات، ساهم ذلك في استقرار سعر الريال أمام الجنيه.
-
سعر النفط والسياسات الاقتصادية السعودية:
يؤثر ارتفاع أسعار النفط على قوة الاقتصاد السعودي وبالتالي على استقرار الريال، حيث أن العملة السعودية ترتبط بشكل غير مباشر بسوق النفط العالمي.
-
السياسات النقدية في مصر:
قرارات البنك المركزي المصري بشأن أسعار الفائدة، والسياسات الخاصة بسوق الصرف، تؤثر بشكل مباشر على قيمة الجنيه المصري مقابل الريال وباقي العملات الأجنبية.
-
العرض والطلب في السوق المحلي:
مع اقتراب مواسم العمرة والحج، يزداد الطلب على الريال، مما يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في السعر قبل أن يعود إلى التوازن بعد انتهاء الموسم.
تحليل توقعات سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري خلال الفترة القادمة
من المتوقع أن يظل سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري مستقرًا نسبيًا خلال الربع الأول من عام 2026، مع احتمالية طفيفة لارتفاع طفيف في السعر في حال استمرار الضغط على الجنيه بسبب نقص السيولة الدولارية.
ويرى خبراء اقتصاديون أن التحركات القادمة ستعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية:
-
تدفقات النقد الأجنبي لمصر من الاستثمارات والقروض والتحويلات.
-
سياسات المملكة العربية السعودية المالية والنفطية، خصوصًا في ظل خططها لمواصلة النمو في قطاعات غير نفطية.
-
الإصلاحات الاقتصادية المصرية التي تهدف إلى تعزيز احتياطي النقد الأجنبي وتقليل الفجوة بين السعر الرسمي والموازي.
ووفقًا لتقديرات مراكز التحليل الاقتصادي، قد يتراوح سعر الريال خلال النصف الأول من عام 2026 بين 13.00 إلى 13.40 جنيه مصري في البنوك الرسمية، في حال استمرار الأوضاع الحالية دون تغيرات جوهرية في السياسات النقدية أو الأوضاع الإقليمية.
مقارنة بين سعر الريال السعودي والدولار الأمريكي في مصر
رغم ارتباط الريال السعودي بالدولار الأمريكي (عند 3.75 ريال لكل دولار)، فإن الفارق في التداول داخل السوق المصرية يظهر بسبب اختلاف حجم الطلب بين العملتين.
عادة ما يُقبل المصريون على شراء الريال السعودي خلال فترات محددة في العام (مواسم الحج والعمرة)، بينما يُستخدم الدولار في التعاملات التجارية والاستيراد.
لذلك، فإن تحرك سعر الدولار أمام الجنيه المصري ينعكس بشكل مباشر على سعر الريال السعودي أيضًا، ولكن بوتيرة أقل حدة.
تأثير موسم العمرة والحج على سعر الريال
يُعتبر موسم العمرة والحج أحد أبرز العوامل الموسمية التي تؤثر على سعر الريال في مصر.
فمع اقتراب شهر رمضان وموسم الحج، يرتفع الطلب على الريال بشكل كبير من قبل شركات السياحة والمعتمرين، ما يؤدي إلى زيادة مؤقتة في السعر.
وبمجرد انتهاء الموسم، يعود السعر تدريجيًا إلى مستواه الطبيعي.
ولذلك، يتوقع أن تشهد السوق المصرية خلال الربع الثاني من عام 2026 زيادة طفيفة في سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري مع اقتراب موسم العمرة.
توقعات الخبراء الاقتصاديين
يرى بعض المحللين الماليين أن الجنيه المصري سيظل تحت ضغط خلال العام المقبل، نتيجة ارتفاع فاتورة الاستيراد وتراجع عائدات بعض القطاعات.
ومع ذلك، فإن الريال السعودي من العملات المستقرة نسبيًا، ما يجعل التذبذب محدودًا مقارنة بعملات أخرى.
ويتوقع الخبراء أن يحافظ الريال على متوسط سعر يتراوح بين 13.00 إلى 13.50 جنيه مصري خلال عام 2026، مع إمكانية استقرار أكبر في حال زيادة الاحتياطيات الأجنبية لدى البنك المركزي المصري.
نصائح للمواطنين والمتعاملين بالريال
-
يُنصح بتجنب المضاربة أو تخزين الريال في فترات التذبذب السعري، لأن السوق سرعان ما يتوازن.
-
متابعة الأسعار الرسمية عبر المواقع المعتمدة للبنوك المحلية لتجنب استغلال السوق الموازي.
-
في حال السفر إلى المملكة، يُفضل شراء الريال قبل المواسم بأسابيع لتجنب ارتفاع الأسعار المؤقتة.
في ظل المعطيات الحالية، تشير توقعات سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري إلى استقرار نسبي مع احتمالات محدودة لارتفاع طفيف في حال استمرار الضغوط على العملة المصرية.
ويظل الريال السعودي من أكثر العملات ثباتًا في السوق المصري، بفضل قوة الاقتصاد السعودي واستقرار سياسته النقدية.
وبينما تواصل مصر جهودها لتعزيز مواردها من النقد الأجنبي، فإن مراقبة تحركات الريال تظل مؤشرًا مهمًا لقياس توازن السوق المحلي، خاصة في فترات الذروة الموسمية.
إن مستقبل سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسياسات الاقتصادية للبلدين، ومن المتوقع أن يبقى السعر في نطاق مستقر خلال عام 2026 ما لم تحدث تطورات مفاجئة في أسواق العملات العالمية أو في الاحتياطيات النقدية.
إقرأ أيضا: